القائمة الرئيسية

الصفحات

[LastPost] اهم الاخبار

فيروس كورونا يخطب الجمعة



خطبة الجمعة لفيروس كورونا

*كورونا* يخطب الجمعة لعلهم يعلمون

الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه نحمده حمداً يليق بذاته المقدسة ونستعين به ونستهدية ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا.

وأشهد أن لا إله الا الله وأشهد أن محمداً رسول الله

أما بعد :

أيها الناس أنا خطيبكم اليوم من فوق منابر الدنيا، فاستمعوا إليَّ بأذن واعية لعلكم
تفقهون رسائل ربكم إليكم .
أيها الناس :

أنا جندي صغير من جند الله، أرسلني الله إليكم نذيرًا، فأنتم لا ترونني بعيونكم الصغري، ولكن قد سلطني الله على 
الناس،فهذ ه الدول العظمي مستنفرة لقتالي 
ووضعت لكم قادة كبري الدول في الحجر الصحي .
والناس قد سجنتها في بيوتها، وأعمالهم متوقفة والقلوب قد ملأها *الرعب* 

فاليوم , أنا أفرق بين المرء وزوجه والأخ وأخيه , أمنعكم من أقرب الناس إليكم 
أمنعكم من لذات الحياه الدنيا , وجميع غرائزكم التي طالما إنشغلتم بها في دنياكم , حتي لو كان لديك ملئ البحر ذهباً ومالاً فأنت عاجز عن التمتع به وأنا موجود
لقد منعتكم من خطبة الجمعة اليوم، وها أنا ذا بينكم نذيرًا مرسلاً من
قبل ربكم للناس جميعا .

ما الكافرون فلأريهم ضعفهم وعجزهم في أوج قوتهم، حجة من الله قائمة عليهم، ولله الحجة البالغة . وأما المؤمنون فلي معهم حديث آخر فأقول لهم **
أنا لست مرضاً لأجسادكم ، بل أنا دواءاً لقلوبكم الغافلة، أنا مرسل من قبل حبيبكم وطبيبكم، أنا لست داء في الحقيقة، بل أنا علاج لمرض غفلتكم وبعدكم عن الله، وهذه هي الأمراض الحقيقية
التي أصابت قلوبكم ولم تكترثوا بها، وهذه التي كان عليكم أن تعالجوها .
أنا أيها المؤمنون آية من
آيات الله تزيد المؤمنين إيماناً , تزيدهم تعلقاً بربهم وتصحح لهم
بوصلة التوجه إلى الله

فلقد تعلقت القلوب بالدنيا تعلقاً صَدَّها عن طاعة الله وعن ذكر
الله وأوقعها في المعاصي والفجور والغفلة . فلقد تعلقت القلوب بالدنيا تعلقاً صَدَّها عن طاعة الله وعن ذكر 
الله وأوقعها في المعاصي والفجور والغفلة .

فهذه أعمالكم أيها الناس معطلة، وهذه دنياكم لا قيمة لها عندكم، تخشون من الموت بسببي، وهو قادم إليكم ولو تحصنتم في بروج مشيدة من الحجارة أو العلم . "لا فرق"
أيها المؤمنون أذكركم قبل فوات الأوان، من قبل أن يأتي بعضُ آيات ربكم، يومئذ لا ينفع نفس إيمانها إن لم تكن آمنت من قبل أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً ( قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُون )

إستمعوا لي (أنا الفيروس *كورونا* ) 


إستمعوا لي وأنتم في دنياكم ومازلتم عليها
إستمعوا لي وأنتم في الرخاء ، واتعظوا ولا تخشونِ واخشوا
الله العظيم، احذروا من الشرك الخفي فأنا لا أضر ولا أنفع.
الضار والنافع هو الله وحده.
فلا تخشونِ واخشوا الله رب العالمين .

أيها المؤمنون , لن أطيل عليكم  فلطالما إشتكيتم من طول خطبة الإمام فأعرضتم عن 
 السماع واشتكى الشيخ من قلة السماع.

كنتم تشتكون إذا أطال الخطبة لبضع دقائق،
لكنكم ما اشتكيتم يوماً من طول ( غفلتكم وضياع ساعات عمركم في اللهو واللعب والغفلة ) ، لقد اشتكيتم مما فيه نفعكم وما اشتكيتم مما فيه ضرركم .
اليوم أنتم تحذرون من أي شخص ترتابون في حالته لعله يحمل فيروساً، ليتكم اجتنبتم أهل المعاصي، فكم سَرَتْ منهم إليكم عللاً أصابت *دينكم وإيمانكم* ولم تبالوا

كم قال لكم الحق
( تلك حدود الله فلا تعتدوها ) فلم يبال الكثير منكم .
فاليوم أنا أحُول بينك وبين مصافحة أخيك والإقتراب منه، وكان الأولى أن تجتنب *قرين السوء وجليس السوء* حتى *لا يعديك* .
كان الواجب عليك أن تلزم*الحمية من المعاصي*.

أيها المصلون :
لإن آلمكم اليوم غيابكم عن الجمعة والجامع فلعلكم تعرفون قيمة المسجد وقيمة العبادة
فتحسنون الأدب في بيوت الله، فهل عرفتم قيمة النعمة وقيمة
المسجد والجمعة والجماعة ؟؟
لقد كان أكثركم يسرع ويهرول من المسجد فور التسليمة الثانية من الإمام، فأصبحت اليوم تجلس في بيتك محرومأً من بيت الله .

لقد حرمتم الجمعة فلا تحرموا أنفسكم من 
جمعة القلب مع الله، فإن لم تستفق القلوب مع هذا البلاء، فمتى إذاً تستفيق ؟؟
إذا حرمت من صلاة الجمعة فلا تحرم نفسك من كثرة الصلاة على النبي ﷺ يوم الجمعة ففيها أجر عظيم وكذلك قراءة سورة *الكهف*



فإذا كنت ذاكراً لربك فأنت في حضرة الله تجالس الحق سبحانه،
أولم يبلغكم أنه سبحانه جليس من ذكره؟ ومن كان مع من له القوة جميعا فمن أي شيء يخاف؟

إذا جلست في بيتك
فاجلس مع الحق ، مع ذكره ، فالقلب الميت يحييه ذكرُ الحيّ
الذي لا يموت، بالذكر يطمئن قلبك ويزول خوفك، وألا تسيطر أخبار الفيروس كورونا في قلبك حتى تقطعه من الهلع والفزع .
أو لم يبلغك أنك خلقت هلوعا وإذا مسك الشر جزوعا ؟؟ فهذا هلعك وخوفك ورعبك لا يزول إلا عن المصلين .
الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ .


أيها المؤمنون :
سأرحل عنكم حين يأذن من أرسلني إليكم فقد جئت بأمره وأغادر بأمره ، فلا تكونوا من الذين ذكرهم الحق سبحانه في قوله ( وَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْه مِنْ قَبْلُ )

أيها المؤمنون :
أنا سوط تأديب شهره الله على عباده ، فلا تنشغل بي ولكن إنشغل بمن بيده الأمر وإليه يصير الأمر ، فهو الذي يدبر الأمر ، فأنت بحاجة لدواء نفسك الأمارة
بالسوء وأنا أُرسلتُ دواءً لها في صورة داء ،
فلا تكن من الغافلين .
الزموا تقوى الله فهي الوقاية الدائمة وإلا جاءك قدرك من باب حذرك، فأين تفرُّ يا مسكين؟

وأخيراً فأنا الفيروس كورونا ( covid 19 ) , كما تسمونني

 أنا خَلْقٌ ضعيف سُلطتُ عليك
فخفتني، أين خلقي من خلقك؟؟ وأين أنا منك؟؟
ولو كنتَ مع الله لما خفتني، وكيف تخاف وأنت موصول بالقوي سبحانه، أم أن إيمانك كان وهما؟
أيها الإنسان العالم الجاهل القوي الضعيف القادر العاجز الغني الفقير .
إقرأ رسائل الحق إليك واعرف ربك، لعلك تعقل لعلك تتفكر لعلك
تتذكر .
فأنت مطلوب لربك، فهو يحب أن يسمع صوتك.
ألم يئن؟؟ ( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ )
قل : بلى آن لي يا رب،
آن لي أن أصطلح معك .
وصل الله على سيدنا وموﻻنا *محمد* وعلى آله وصحبه وسلم .



تعليقات